رغم تعاملها بهدوء ظاهري مع قرار استبعاد مسلسلها من العرض علي شاشة التليفزيون المصري.. فإن بداخلها «بركاناً» تناثرت حممه بسرعة، بمجرد فتح الموضوع، لتطلق «حنان ترك» نيران الغضب في كل اتجاه، كاشفة عن أوضاع عديدة وصفتها بأنها غير مفهومة!!
تبدين أكثر هدوءاً عن العام الماضي رغم تكرار الموقف.. أعني استبعاد عملك من العرض؟
- من البداية لم يكن لدي استعداد أو أمل أن أعرض في مصر، وأقدم «أولاد الشوارع» لتليفزيون دبي من البداية بينما صدمت وأصبت بارتفاع في ضغط الدم العام الماضي بعد استبعاد «سارة» لأنني كنت أقدم عملاً من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي والتليفزيون المصري.
بخلاف غيرك.. أنت إذن لست «ملهوفة» علي العرض في التليفزيون المصري؟
- القنوات الأرضية المصرية بقالها كام سنة «بعافية» ونحن كفنانين أصحبنا نفضل العمل مع التليفزيونات العربية لأنهم يقدروننا أكثر من بلدنا ويحترمون العمل الفني.
هل يعني هذا قراراً بوقف التعامل مع التليفزيون المصري؟
- ليس لدي مانع من التعامل مع تليفزيون بلدي لأنني مصرية في المقام الأول وعندما اتفقت هذا العام مع دبي علي «أولاد الشوارع» طلبت أن تتساوي حصة القناة مع حصة المنتجين المصريين لأنني لا أخاطب جهاز التليفزيون أو المسؤولين فيه بل أخاطب الشعب والجمهور المصري وإذا طلبني التليفزيون المصري سيكون لي شرط واحد هو أن أحصل علي قرار مكتوب من وزير الإعلام بأن يعرض المسلسل في رمضان، لأنه ليس لدي استعداد أن أقدم مجهوداً «أونطة» وسأطلب أيضاً أن يعرض المسلسل حصرياً علي دبي!
بالمناسبة ما هو تعليقك علي عدم اختيار أي مسلسل للمحجبات للعرض علي التليفزيون المصري؟
- علمت من أحد أعضاء لجنة المشاهدة دون ذكر اسمه أن هناك قراراً وصلهم بعدم اختيار أي مسلسل للمحجبات بعد أن قرروا اختيار مسلسل «قلب حبيبة» لسهير البابلي، والسؤال هو إذا كان هناك قرار بعدم ظهور المحجبات سواء مذيعات أو ممثلات فلماذا لا يعلن بشكل رسمي؟ حتي نحترم هذا الجهاز وإذا كان هذا القرار للوزير أو أي مسؤول كبير فلابد أن تكون لديه الشجاعة الأدبية لإعلانه واجبنا كفنانين أن نحترم قوانين هذا الجهاز ولا نسعي لعرض أعمالنا علي التليفزيون المصري.
وتفسيرك؟
- لا أعرف هل هو موقف ضد المحجبات رغم أن ٨٥% من المصريات محجبات ليس لدي تفسير ومثل غيري أريد أن أفهم وأريد من صاحب القرار أن يظهر ويشرح وجهة نظره!
المسؤولون نفوا تماماً وجود مثل هذا القرار «السري» ؟
- فلماذا إذن استبعاد كل مسلسلات المحجبات؟ وإذا كان رفضها لأسباب فنية فلماذا لم يعلن عنها؟ خاصة أن اللجنة التي قيمت الأعمال علي مستوي فني عال.. فلماذا لم تكن لديهم الجرأة لإعلان الأسباب مثلما صرحوا العام الماضي بأن مستوي «سارة» سييء ولا يصلح للعرض الجماهيري في رمضان! حتي إذا ظهرت مسلسلات المحجبات ورآها الناس علي الفضائيات بمستوي جيد تكون هذه اللجنة «لا مؤاخذة»
أين يكمن العيب من وجهة نظرك؟
- في «اللهو الخفي» الذي يحكم التليفزيون ويصدر قراراته دون أن نعرفه وقد أصبحت الكلمة المعتادة «جالنا قرار» فلماذا لا يعلن اللهو الخفي قرارته بنفسه حتي نواجهه؟ التليفزيون المصري سيظل محترماً بأولاده القادرين علي أن يجعلوا منه تليفزيوناً محترماً لأن القائمين عليه مازلوا يشعرون بأننا الأعظم والأنجح، وعلمونا أن نسكت «ونطاطي» وننفذ دون أن نفهم.
نعود إلي المسلسل لأسأل لماذا فكرت هذا العام في «أولاد الشوارع»؟
- الفكرة جاءت في لحظة وبالصدفة، أثناء وقوفي بالسيارة في إحدي الإشارات فوجئت بولد صغير يدق علي زجاج السيارة ويحمل مناديل وكنت وقتها أتحدث في التليفون، فتحت جزءاً من زجاج السيارة وأخرجت له بعض النقود لأفاجأ به يرمي الفلوس في وجهي قائلاً « يا مدام حنان أنا مش باشحت أنا بابيع مناديل علشان أكمل فلوس المدرسة» شعرت وكأن «جردل» مياه باردة انسكب علي رأسي وقررت أن أقدم مسلسلاً عن أولاد الشوارع واتفقت علي ذلك مع منتجي المسلسل حتي قبل أن أقرأ أي معالجة لهذا الموضوع.
من أين جمعت معلوماتك عن هؤلاء الأطفال؟
- قام المنتج هشام سليمان بتخصيص كاميرا لتسجيل حوارات مع أطفال الشوارع في مناطق مختلفة وقمنا بعملية مسح عام وتعرفنا علي هؤلاء الأطفال عن قرب وعلي مشاكلهم وقد شاهدت كل هذه الشرائط بصحبة الكاتبة شهيرة سلام.
هل هناك رسالة بعينها ترغبين في تقديمها من خلال هذا المسلسل؟
- «أولاد الشوارع» قنبلة علي وشك الانفجار ودائما لا أكتفي بعرض المشكلة فقط بل أسعي لإيجاد الحلول، وفي نهاية المسلسل سنقدم إشارة إلي «قرية الأمل» الجهة الوحيدة في مصر التي تقبل أولاد الشوارع والتي نحتاج إلي المئات منها لجمع هؤلاء الأطفال وسنبدأ في جمع تبرعات لإنشاء ورشة نجارة لأطفال الشوارع للعمل فيها مثلما فعلنا العام الماضي في «سارة» وحصلنا علي قطعة أرض لبناء مستشفي لذوي الاحتياجات الخاصة لأن «أولاد الشوارع» بني آدمين.
أعلم أن هذا المسلسل أرهقك كثيراً؟
- لأول مرة يبدأ عرض عمل لي دون أن أنتهي من تصوير حلقاته فمازال أمامي خمسة أيام تصوير وذلك لأننا صورنا معظم الأحداث في الشارع
ألم تحاولي تعديل ميعاد عرض المسلسل علي دبي حيث يعرض في نفس ميعاد الإفطار؟
- كان لدي هذا التفكير في البداية ولكني وجدت أن هذا الميعاد هو الأفضل لأنني لو طلبت تقديم ميعاد عرض المسلسل سيدخل في مواعيد العشاء والتراويح.
ولماذا لم تتفقي علي عرض المسلسل علي قنوات أخري من أجل شعبية أكبر؟
- لم يمنعنا أحد من ذلك ولكنني حسبتها بطريقة أخري فمسلسل «سارة» حقق نجاحاً كبيراً علي هذه القناة فقط، بالإضافة إلي أنني لا أريد التشويش علي المشاهد خاصة أن هناك عشرات المسلسلات علي القنوات الأخري.
أخيراً هل هناك مشهد داخل أحداث المسلسل أثر في حنان الإنسانة؟
- لأول مرة في حياتي أبكي لمدة ساعتين متتاليتين بعد تصوير أحد المشاهد فأثناء تصوير مشهد الفاينال في المسلسل أوصلتني حالة القهر والظلم التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال إلي أن أبكي لهذه المدة وهو ما لم يحدث من قبل في حياتي الطبيعية ولكن لا أريد حرق أحداث المسلسل.
موضوع: حنان ترك: فيه لهو خفي 
السبت مارس 29, 2008 5:03 am
